الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الجيش والأمن أنقذا تونس من الغرق في حمام دم!

نشر في  20 ماي 2015  (11:09)

بقلم: محمد المنصف بن مراد


كتبتها أكثر من مرّة، إنّ هذه الحكومة ضعيفة وبلا روح قتاليّة لرفع التحديات، وهي متكوّنة من أحزاب متباينة الرؤى والمصالح، وبالتالي لن يتسنّى لها النجاح رغم أفضلية نسبية مقارنة بحكومات الترويكا التي دمرت البلاد، وبحكومة مهدي جمعة التي «ناضلت» من أجل برنامج البنك العالمي!
واليوم ها انّ 172 تونسيا يحتجزون من قبل حكومة فجر ليبيا التي يقودها عبد الحكيم بلحاج صديق النهضة ومنصف المرزوقي،  بتعلّة انّ السلطات التونسية أوقفت بمطار تونس قرطاج ارهابيّا ينتمي الى صفوفها...
وهكذا تؤكد الحكومة التونسية  ـ مرة أخرى ـ  ضعفها وهشاشتها عوض توخّي سياسة صارمة في التعامل مع الحركات الارهابيّة في ليبيا، وكلّنا يعرف انه لو قدر لفجر ليبيا ان يمسك بالحكم،  فسيكون ألدّ عدوّ للشعب التونسي وسيهدّد أمننا القومي بارسال الأموال والأسلحة للارهابيين الموجودين على أراضينا..   انّ فتح قنصليتين لا يرضي أيّا من الطرفين في ليبيا ولا يخدم مصالح بلادنا الاستراتيجية التي تتقاطع مع مصالح الحكومة الشرعية وجيشها الذي يقوده العقيد خليفة حفتر! كان علينا ان نضغط على جماعات عبد الحكيم بلحاج وان نهدّدهم بغلق الحدود ونتتبّعهم أمام الهيئات القضائيّة الدولية وبرد فعل صارم إذا لم يطلقوا سراح التونسيين المحتجزين مع التذكير بأنّ المئات من أنصار «فجر ليبيا» يقيمون  الآن في مصحّاتنا ويتجوّلون في مدننا.. فقد كان على اي وزير تونسي ـ وان كان متربّصا ـ أن يتصل بأحد أصدقاء فجر ليبيا على غرار شفيق جراية أو بعض قادة النهضة يطالبهم بالتدخّل وعدم الخضوع بسرعة فائقة لابتزاز فجر ليبيا التي اشترطت ـ كما ذكرنا ـ  اطلاق سراح أحد قيادييها، مقابل الافراج عن رهائننا! لقد أصبحت بلادنا مثل كيس الملاكمة الذي تخربه لكمات قبضات الأيدي دون أن يردّ الفعل!

من جهة أخرى شاهدنا سوّاق القطارات في محطة برشلونة يتلاعبون بمصالح الطبقات الوسطى والضعيفة،  فقد أضربوا عن العمل دون توجيه أيّ اعلام قانوني، ورغم ذلك رضخت الحكومة أيّاما عديدة مؤكدة ضمنيا انّه يكفي لبعض العشرات من المحتجّين الوقوف أمام وزارة حتى تلبّى مطالبهم وإن كانت الخزينة خاوية! علما ان الشعب التونسي هو من سيدفع 500 مليار من مليماتنا لارجاع القرض الذي يسمح بالزيادة في الأجور التي قرّرتها الحكومة تحت الضغط!
انّ رضوخ الحكومة للنقابات والجمعيّات والجهات التي تتحرّك وتطالب وتستعمل العنف يكرّس ثقافة الكسل ويعكس ضعفها، علما انّي أساند كل المطالب السلمية التي لا تكبّل المعامل والإدارات ونشاط الولايات ولاتضرّ بالمصلحة العليا للبلاد! فأين هيبة الدولة التي يتكلّمون عنها وأين التفكير في مشروع تنموي واقتصادي وثقافي شامل وأين العدالة الجبائيّة والبلاد تغرق والسفراء الأجانب يتصرّفون كما لو كانوا رؤساء دول و«ينصحون» ويفرضون اختياراتهم على الحكومة؟
مسكينة تونس بعد أن بلغت دولتها هذا الحدّ من الوهن رغم ما تزخر به من نخب ومثقّفين وكفاءات وطاقات من الرّجال والنساء!
عندما كانت الترويكا تحكم البلاد، كانت النهضة وحزب المرزوقي يحاولان احكام قبضتهما على دواليب الدولة من خلال تكبيل المؤسسات  وتفشّي التسيّب وغض النظر عن التطرف والارهاب، وأمّا اليوم فقد صرنا في ظلّ حكومة ترضخ للابتزاز والمطالبة المشطّة وتهديدات الارهاب واملاءات بعض القوى الخارجيّة.. مسكينة تونس فقد تكون مستهدفة بضربات ارهابيّة، وقد يحتجز وزراء او سياح لارغام الحكومة على اطلاق سراح الارهابيين القابعين في السجون التونسية على سبيل المثال.. ولولا استبسال الجيش والأمن ووطنيّتهما لغرقت البلاد بسبب تقصير السياسيين!
كلمة أخيرة تخص الأحكام بالإعدام في مصر على الرئيس الأسبق محمّد مرسي والاخوان: أنا ضدّ مثل هذه الأحكام الجماعية غير المعقولة وتنفيذها سيكون ـ حسب رأيي ـ خطأ وجريمة.